الشباب موارد مجتمعاتهم

الأربعاء، 13 أبريل 2011

أدوات العمل مع الشباب.. "مساحة لي


حالي حال الكثيرين؛ فأنا في رحلة بحث، بدأتها و ما زلت فيها، رحلة كي اكتشف فيها مساحة لي ...

مساحة أجد فيها نفسي، اكتشفها، أتعرف عليها، أكون صداقة على حق معها.
مساحة أكتشف من خلالها من حولي، أحس بهم و يحسوا بي.
 مساحة أشعر فيها بالأمان و أنني لست بمفردي.
مساحة أجد فيها من يدفعني للأمام لا من يطرحني للخلف.
 مساحة أجد فيها من الإلهام ما يدفعني لا ما  يوقفني و يفقدني الأمل.
 مساحة أجد فيها من يدعموني بحماسهم، حبهم، أفكارهم، تجاربهم، تأملاتهم، مواردهم.
 مساحة أتعلم فيها ممن حولي و أكون مصدر تعلم لهم في نفس الوقت.
 مساحد أجد فيها من يتفهمني، يحترمني، يحبني، يقّدرني.
 مساحة أشعر فيها أنني غني بما لدي، لا فقير بما ينقصني.
مساحة أتحدى فيها نفسي كي أطلق مكنونتها.
 مساحة أشعر فيها بالمسئولية.
 مساحة أتأمل فيها نفسي و من حولي بحرية و بصدق و بدون خوف.
مساحة فيها تقبل أن أخطئ كي نتعلم.
مساحة أجد فيها من يفهمني.
مساحة تنمو فيها الأفكار لا تموت.

هذه المساحة لم تستطع أن تترجمها الأماكن، اذ لا أجدها سوى في من حولي من أفراد و أشخاص بالأساس.

يوم بيوم يتنامى ايماني أنها فينا بالأساس كأفراد، قبل أن تكون فيما يتكون من أربعة جدران من مؤسسات، برامج، مشروعات الخ، جدران لا توفر  سوى المساحة المكانية لا ما أبحث عنه.

عملية خلق مساحات للشباب مرتبطة تماما بمفاهيم مشاركة الشباب.. هذه المفاهيم تقتضي أن المشاركة حق و أن الحرمان منها يستدعي مساءلة العامل مع الشباب أو السياسات المنظمة للعمل الشبابي...

الفكرة الحاكمة للحق في المشاركة هو الإيمان العميق بأهمية كل إنسان.. و أن كل منا له قيمة بحد ذاته دون النظر "لإسهامه المجتمعي" نحن لنا قيمة كبشر...

هذه القيمة تنعكس في علاقتنا بالشباب بطرق عدة.. من أهمها.. الانصات لهم...

الإنصات هو مساحة تفهم و تأمل.. و هو مساحة لرؤية الآخر عبر كلامه و حكايته...

كإنسان و كعامل مع الشباب.. من المهم أن تطور مهاراتك في الإنصات المخلص للشباب الذين تعمل معهم... كما أنه من المهم أن تعقد بين وقت و آخر جلسات إنصات للشباب ليعبروا فيها عن أنفسهم و رأيهم في المساحة الموفرة لهم..

فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعدك على الإنصات بشكل أفضل:

 المكان: حاول أن تخلق مناخا غير رسميا و لا متكلفا لجلسات الإنصات... يمكنك أن تبتعد عن المكتب.. يمكنك أن تتخير المقعد
المجاور للشاب أو الشابة في الباص.. يمكنك أن تستغل إستراحات الغذاء لتتناول غذائك معهم في جو من الحميمية.

 ابدأ بسؤالهم عما يشعرون... الشعور أكثر عفوية و يمكنك رؤيته عبر ملامح الوجه... ربما تكون هناك بعض المشاعر التي تبدو
غير مبررة.. مثل الانزعاج.. أو التوتر.. تتبع هذا الشعور بإثارة بعض الأسئلة.. مثلا.. هل تشعر بارتياح في المجموعة؟ هل يزعجك كون المجموعة مختلطة؟

 لا تحاول مقاطعة الحديث.. و كن مهيأ من داخلك أن تستمع نقد لإدائك... لا تعطى إيحاءات برضائك أو رفضك.

 انصت إلى الشباب لتكون قادرا على تلبية إحتياجاتهم فيما بعد.. أو لتساعدهم على تلبيتها بأنفسم... لذلك اهتم أن تتابع جلسة الانصات بجلسات أخرى.. لتكون دوما قريبا منهم.

ستكتشف بعد حين... و أنت تخلق هذه المساحة لمن حولك... أنك أصبحت أغني بطاقتهم و دفء ما خُلق بينكم.

محمد ياسين
ناشط شبابي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق