الشباب موارد مجتمعاتهم

الأربعاء، 13 أبريل 2011

مبادرات... "حكايات التحرير"


” من يكتب حكايته يرث أرض الكلام..

و يملك المعنى تماما“

محمود درويش

***
 


ميدان التحرير.. الدور السادس.. شرفة نوران المطلة على جمهوريتنا الصغيرة...

أنصب الكاميرا.. أضبط الإضاءة... أتأكد أن المايك مثبت في مكانه.. أطلب من ممدوح أن يبدأ الحكي...

على خلفية من صوت الميدان.. يحكي.. يبتسم و أبتسم.. أنسى الكاميرا و أشرد بنظري للميدان المتحرك كالموج.. ألوان من البشر.. تغني.. تخطب.. ترقص.. تلف.. تحمل العلم.. تصلي.. و تنام..

أعلم أنه في هذه اللحظة تتكون آلاف الحكايات ما بين البشر بالأسفل.. حكايات تصنع تاريخهم و تاريخ الوطن...

ينتهي شريط التسجيل و لا ينتهي ممدوح من حكايته التي عاشها لثمان عشرة يوما في الميدان...

تتبدل الوجوه أمام الكاميرا.. صلاح.. يمنى.. نيرة.. و لا تنتهي الحكايات.. و أقف أمام الكاميرا بدوري لأروي حكايتي الخاصة..



الإعلام الرسمي خارج الميدان يمطرنا بالاتهامات.. اتهامات العمالة و الخيانة و الوجبات السريعة... نفكر.. أننا نمتلك الحكاية.. نمتلك تاريخنا الشفهي.. نمتلك صدقنا...

يتنحى مبارك.. و لا يسقط النظام.. و الناس خارج الميدان لا تفهم ماذا نريد.. لماذا لا نغادر الميدان حتى بعدما تنحى رأس النظام.. من نحن و ماذا نريد...

نتجمع.. نيرة و نوران.. ممدوح و صلاح و أنا.. نقرر أن نحكي للناس الذين لم يقدر لهم نزول الميدان.. أن نهبهم جزءا من تاريخهم الذي لن تذكره الكتب..



يستضيفنا مسرح الجيزويت بحي الفجالة.. نقرر.. لن يكون هذا عرضا مسرحيا.. لا خشبة مسرح و لا فاصل عن الجمهور.. نفرش الملاءات على الأرض مثلما كنا نجلس في الميدان.. نعلق لافتاتنا و شعاراتنا.. نغني لهم حين دخولهم.. أهلا أهلا بالأحرار اللي انضموا للثوار.. نحكي.. و حين ننتهي.. نستمع نحن لحكايتهم.. يتكون بيننا شيئ ما.. و نترك المسرح و قد ملكنا الحكاية.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق